تُصوّر هذه اللوحة مشهدًا خريفيًا مؤثرًا. في المقدمة، يمتد سياج من الأسلاك الشائكة، مُهترئ بفعل عوامل الطقس، مدعومًا بأعمدة خشبية عتيقة، عبر المشهد، مُرمزًا إلى حدٍّ فاصل بين المعلوم والمجهول. يُحيط بالسياج عشبٌ طويلٌ بنيّ ذهبيّ يتمايل بخفة، كما لو كان في نسيمٍ عليل. تُضيف بقعٌ من الزهور البرية الحمراء بقعًا من الألوان الزاهية، مُشكّلةً تباينًا مذهلًا مع درجات ألوان العشب والسياج الأكثر هدوءًا. تقف شجرةٌ بأوراقٍ مُصفرّةٍ بجانب السياج، تمتدّ أغصانها كما لو كانت تحاول الإمساك بالضوء الخافت. في الخلفية، يُوحي منظرٌ ضبابيّ لجبالٍ وحقولٍ بعيدةٍ تحت سماءٍ باهتةٍ باتساع المشهد. استخدم الفنان أسلوبًا واقعيًا بضربات فرشاةٍ مُعبّرة، مُلتقطًا بعنايةٍ نسيج السياج والعشب والشجرة، مُعبّرًا في الوقت نفسه عن أجواء يوم خريفيٍّ حزينٍ وجميل. يُثير هذا العمل شعورًا بالحنين، ومرور الزمن، وجمال الطبيعة الهادئ في تحوّلاتها.